تلوث المياه يهدد حياة سكان غزة وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي
تلوث المياه يهدد حياة سكان غزة وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي
حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، من التدهور المتسارع في الوضع المائي والصحي، مؤكدة أن نسبة عينات المياه الملوثة تجاوزت 25%، ما أدى إلى تفشي العديد من الأمراض بين السكان، لا سيما في أماكن النزوح المكتظة والتي تعاني من غياب شبه تام لمصادر المياه النظيفة.
وأوضحت الوزارة، عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، أن 90% من الأسر الفلسطينية في القطاع تواجه انعدامًا حادًا في الأمن المائي، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية متصاعدة، خصوصًا مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن 90% من محطات تحلية المياه خرجت عن الخدمة بشكل كامل، فيما تعطلت 80% من محطات الصرف الصحي، مما فاقم من تلوث مياه البحر ورفع من خطر تفشي الأوبئة، في ظل الاعتماد الكبير على مصادر مياه ملوثة أو غير مراقبة.
وأضافت أن الحفر الامتصاصية البدائية والمستخدمة للتصريف الصحي، خاصة في مناطق النزوح، تُهدد الخزان الجوفي بمخاطر بيئية وصحية جسيمة يصعب احتواؤها في الوقت الراهن.
واقع مأساوي بمخيمات النزوح
حذّرت الوزارة من أن التجمعات السكانية في أماكن النزوح تعيش أوضاعًا كارثية، إذ لا تتوفر فيها مصادر مياه آمنة أو خدمات صحية ملائمة، ما يجعل السكان عرضة لخطر الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الإسهال والتسممات الجرثومية والتهابات الكبد، وسط ضعف تام في البنية التحتية ونقص فادح في الإمدادات الطبية والغذائية.
تتزامن هذه الأزمة الصحية مع تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي استؤنف في 18 مارس 2025، بعد خرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي دام 58 يومًا بوساطة مصرية وقطرية، ودعم أميركي.
ومنذ ذلك التاريخ، استشهد 2680 فلسطينيًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأصيب 7680 آخرون، وفق ما أعلنت وزارة الصحة.
كارثة إنسانية شاملة
ارتفعت الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي إلى 52808 شهيدًا و119721 جريحًا، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود، في ظل دمار شبه كامل للبنية التحتية والمباني السكنية والمرافق العامة.
وتواجه غزة الآن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، حيث ينهار النظام الصحي، وتنعدم المياه الآمنة، وتتفاقم معاناة أكثر من مليوني نسمة في ظل غياب أي أفق لوقف إطلاق النار أو إيصال مساعدات إنسانية كافية.
وسط هذا الواقع، تدعو المؤسسات الصحية والحقوقية في غزة المجتمع الدولي والمنظمات الأممية إلى التحرك العاجل للضغط من أجل وقف العدوان، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، بما في ذلك المواد الطبية ومعدات تنقية المياه، لمنع وقوع كارثة صحية واسعة النطاق تهدد حياة المدنيين، خصوصًا الأطفال والمرضى وكبار السن.